روايه تخبطات (1)

1







على مكتبها الخشبي تسلل ضوء انشقاق الفجر  من السماء السماء 

لتستيقظ على صوت والدتها هيا يامرام أستيقظي 
تبسمت محتضنه كفها بطفوله تامه 
أمي كم الساعه الآن أشعر أنني مرهقه أريد أن أنام قليلاً
تبسمت الأم لاعليك سـ ترتاحين فيما بعد عندما تنهين هذه الثانويه 


أبتسمت مرام قائله أشعر أنها آخر سنه في عمري ليست آخر سنه في المرحله الثانويه !

أمتعضت الأم رافعه حاجبيها ... لاتقولي مثل هذه التفاهات أنها مجرد مرحلخ سـتنتهي كما أنتهت مع  أخويكي 


هيا ... أفيقي وتوكلي على الله سأحضر لك فطورك

حسنا أمي قالتها وهي تنفض عنها الفراش والكسل لتغسل وجهها تصلي فرضها ثم تذهب متململه إلى المكتب الخشبي حيث كتبها المدرسيه 
كم تشعر بـ أن هذه السنه ثقيله أكثر مما يبدو عليه الحال 


بدأت في الأستذكار بعد تناولها الفطور حتى شروق الشمس واستمر الأمر حتى الساعه الثامنه صباحا 



كلما طالت مده جلوسها كان الأمر اكثر مشقه لكنها كانت تصبر نفسها بـ أنه مجرد شهر ثم تستقبل الأختبارات وتنتهي من المعاناه 

دخلت المطبخ بعد انتهائها من الاستذكار بـ قليل 


بعض الضجيج الذي أحدثته في المطبخ كي تحضر كوبا من القهوه كان كفيلا بأن يسترعى أهتمام والدها 



بعدما سكبت الماء في الفنجان لاحظت وقوف والدها على الباب 

ابتسمت بعفويه صباح الخير يـا أبي أتريد أن أصنع لك شطيره قبل الذهاب لعملك ؟
اشاح بوجهها عنه قائلا بلهجه مغاضبه 


لماذا لست في غرفتك تستذكرين 

أنا أنفق الكثير على هذه الدروس عليك ان تجتهدي أكثر 
أنا لن أساعدك في الألتحاق في جامعه خاصه  إذا لم يكن مجموعك قادراً على أدخالك جامعه حكوميه جيده 
عليك أن تقبلي بما سيفرضه عليك
نظرت في أنكسار إلى فنجان قهوتها
لقد كنت أستذكر أقسم لك لقد أستيقظت منذ الفجر 
قاطعها قائلاً الأمر ليس صعبا لقد كنا نذاكر الدروس في الحرب وتفوقنا 
نظرت مجددا لفنجان القهوه 
أنا أخذ فتره قصيره من الراحة سأعود للكتب مجددا 
أشعر بالملل والأرهاق لكني سأعود للدراسه 
مجددا بلهجه قويه قال 
ولماذا لاتستشعرين الملل والأرهاق عندما تتحدث إليك أحدى صديقاتك وعندما تتسوقين من أجل شراء الملابس
كفي عن الكسل هيا أذهبي لغرفتك الآن 


حملت كوب قهوتها بكفيها وحملت انكسارها  بلهجته على كتفيها بينما تجاهد جدا أن تسقط دموعها أمامه 

هو لا يحب البكاء وسيتطور الأمر ليكون أكثر قسوه


تدخل سريعا إلى غرفتها تنظر إلى السماء من النافذه الضيقه في غرفتها بحجم ضيق صدرها بـ سلوكه الدائم معها 

يصعب على طفله أن يكون وطنها قاسيا
والأب وطن 
تمسح دموعها بـ أطراف أصابعها 
يتكلم العقل مع ذاتها 
هو شخص طيب لكنه لايحسن التعبير 
لايمكن لأب أن يكره لأبنته خيرا ما 
هذه النبره بسبب عمله في السلك العسكري ليس إلا


لكن قلبها يخفق بشده مجدداً 

ويعاد الحوار هذه المره قلبها الذي يتحدث إلى ذاتها 
أتمنى لو أشعر أنه يحبني حقاً
أشعر كثيراً أنه لا يطيق وجودي
يحب أخواي أكثر
أما انا فلا يكترث لوجودي


صمتت فجأه عندما سمعت طرق الباب 

وشخصا ينادي مرام هل أستطيع الدخول ؟


لقد تنبهت للصوت فـ أنقذها من شقاق عقلها وقلبها حول معامله والدها 

ردت سريعا


يمكنك الدخول يا أمير 

اخوها الذي يكبرها بثلاثه أعوام والذي تستنجد به عندما تحتدم المناقشه بين أمها وأبيها إلى الشجار


أبتسم أمير ,,, صباح الخير يامجتهده 

أبتسمت في محاوله لطي حزنها ووضعه على رف التناسي 


انا بخير لكن يبدو ان ابي لايرضى عن مجهودي ردت في يأس 

لاتلقي بالاً لهذا أنه يريدك ان تجتهدي لـ تشعري بالنجاح في حياتك 



أنا ذاهب إلى " الكليه " الآن تريدين أن احضرلك شيئا في طريق رجوعي ؟  سأل أمير



أنا أشتهي الخروج من هنا يا أمير أشعر وكأنني في احدى الثكنات العسكريه التي يديرها هو 

اظن انني سأختنق ذات يوم في صمت 


ابتسم وهو يحمل كتابين على كفيه قائلا كفي عن التذمر يا فتاه لاتلقي بالا لما يحدث حولك المهم مايحدث بعقلك إذا أردت النجاح ف ستنجحين لابد ان تقتنعي بـ انك ستفعلي 



سأحضر لك المثلجات [ الآيس كريم ] وانا قادم لتركضي بعيدا عن فوهه اليأس التي تتمشين عليها 

أراكي لاحقا لقد تأخرت 


وداعاً



أبتسمت هي ملوحه له ،، قائله لا تنسى المثلجات وإلا لن أطعم عصفوريك الساكنين في قفصك الحديدي المعلق على  شرفتك 



أبتسم أجل لن أنسى 



عادت مجدداً لتنظر إلى أحد الكتب الموضوعه على مكتبها الخشبي 

تتسائل ،، هل سأتخلص منكم قريبا فعلاً !! أتمنى ذلك 


........... يتبع 



لـ فاطمه غريب 

0 Response to "روايه تخبطات (1) "

Post a Comment