دمـاء الورد


يحكى أن فتاه جميله كانت تعيش وحيده على أطراف مدينه هادئه سميت مدينه الورد لما 

فيها من انتشار الورود 

حالمه كثيراً هادئه كثيراُ وفي عينيها شـئ من السحر بالغموض

كانت أرضها هي المصدر الوحيد للورود ذات اللون الوردي 

ربمـا كان بها بعضاً من الخوف من الحياه .. ورهبه المستقبل 

أحبها ذات يومـ شاباً يتصف بغروره وكبريائه .. ربما لأنه كان من عائله معروفه وثريه

أمتدت ألاعيبه لها حاول أن يتملكهـا بمـاله لكنه فشل فشلاً ذريعـاً 

كان يتمشى يومـاً على الغدير المقابل لبيتها شاهدها تغسل ضفائرها بمياه الغدير 

والماء ينساب من على شعرها كأنه الحرير ينساب على الأجسـاد

أفتتن بهـا قرر أن يجرب حيله أخـرى من حيله للأيقاع بها في حبـه

ركـض ورائهـا في كل مكان .. السوق .. على ضفه الغدير .. في طرقات المدينه ..


حتى أعتادت رؤيه وجهـه ..ويومـاً مـا كانت تتمشـى بسله الزهور الورديه تتجه إلى 

السوق لبيعهـا

تعثـرت في حجر قاس فسقطت وسقطت سله الورود من على ذراعها .. وجدته بجانبها 

لملم الورود  المنثوره ساعدها في النهوض أبتسم لهـآ 

يومـا بعد يومـ تعلقت به أعتادت الأبتسام عند رؤيته 

غازل وحدتـ‘هـا  .. جمـالهـا ... ذاكـ السحر الذي يكمـن في عينيهـا

وأعتاد أن يقابلهـا على ضفه الغدير .. أعتادت هي ان تحضر له مـربى الورد وبعض 

الخبز الطازج 

بمعنـى أصح أعتادت تدليله ، وهـو أعتاد السيطره على مشاعرهـا حتى أصبحت لا ترى غيره

ثم مات والده ! أعتقد أن العقبه التي تقف في سبيل أرتباطه بهـا زالت 

ولكن فاجئته والدتهـ أنه كـي يحصـل على أموال والده يجب عليه أن يتزوج أبنهـ خـاله

ورغم أنه كـان متيقنـاً بحبـهـ ,  لـها إلا أنت بعض من حب المال دخل لـ قلبه 

قابلهـا بعد ذلكـ على الغدير قص لهـا وصيه والده كيف أن كل تلكـ الأموال ستذهب من 

يديه ورأى في عينيها شئ من أنكـسار الدمع .. تابع كلامـه يمكنني أن أخذ المـال 

أتزوجهـا ثم أطلقهـا  وأتزوجـكـ ... أشاحت بنظـرهـا نحو الغدير وفي قلبهـا أمانـي 

مكسوره ودموع معذوره كل عذرهـا

أنهـا يومـا ما صدقت أسطوره الحـب !!


ثم لامـست وجههـا أطراف أصابعه وهو يحاول أن يوجه وجهها نحوه قائلاً ماذا بكـ !! 

صدقيني سـ أفي بعهدي لكـ ..

 ورغم تلكـ الشكوك التي ساورتهـا لكـنهـا أعتادت تصديقه ...

يومـ حفله زواجه لـبست فستانهـا الأبيض الذي خبأته ليومـهـا الذي سـرقته أخـرى  

أغلب المدينه كانت في الحفل .. لكن هي وحدها تتمشى حافيه القدمين على ضفه الغدير 


بفستانهـا الأبيض الملائكـي   وفي يديهـا حزمـهـ  من الورود الجمـيله وكـ أنهـا تتخيل 

كيف كانت 

ستنعم بتلكـ اللحظه ... بكـاءاً هادئ .. حتى في بكـاءها خشت أن يفتضح عشقـهـا له 

بينمـا حل الليل بسطوته على الغدير وتطاير شعرها جراء النسيم كان هنـاك غصن شوكـ 

كبير بينه ورده ساحره حمراء .. جذبت أنتباهـهـا  .. لكنهـا لم ترى الغضن من شده 

الظـلام أمـا الورده الحمـراء كـأنهـا تصدر بريقـاً خاصاً

ذهبت نحوهـا ... كان هناكـ منزلقاً بين الورده وغصن الشوكـ الكبير 

لم تستطع تفاديه أنزلقت .. الشوكـ خجل من تغرزه بجسدهـا لكنهـ فعل أنسابت دمـاءها 

 وأرتطمت  رأسها  بصخـره لتسقطـ بعد ذلك في مـاء الغدير وهـي لا تردد سوى النجـده 

بـ أسمه  ثمـ عم الصمـت ! تناثرت  الورود  التي في يديها على ماء الغدير ... وتلطخ 

الفستان الأبيض بالدمـاء

وصـارعت الموت في صمـت ..

في الصباح أنـسل من بين أذرع زوجـته راح يطمـئن على محـبوبته .. طرق بابهـا لكنهـا 

لم تجب  مـراراً وتكـراراً لكن دون جدوى .. ربمـا كانت حزينه هكذا قال لنفـسه لاتريد 

أن تراني الآن 

كدره الحزن ذهب يتمشى على الغدير حيث مكان اللقاء .. عذوبه الأشواق .


وجد شيئاً أبيضاً ... وشـئ من  الورود  المنثوره هنا وهناكـ ركض على خيل فضوله 

وجدهـا هنـاكـ على مفترق بين الحياه والموت ودمـائها التي تنزف لوثت الغدير أبتسمـت 

عندمـا رأته أخذها بين ذراعيه

 وركض بهـا لعل أحداً يداويهـا وهـي تغيب عن الوعي تاره وتستيقظ تاره 

بدموعه التي تسقط على وجهها وصـلا إلى الطبيب ! ثم أغمضـت عينهـا للأبد !!

تصاعدت روحهـا بنفس رائحه  الورود التي اعتادت أن تبيعهـا .. وتجمعهـا 

كبلته الصدمه حاول أن يستجديها لأن تفيق لكن الموت لا يرضخ لرغبه احد 

من بعدهـا جُـنْ سموه في تلكـ المدينه مجنون ورده !

أكمـل حياته يجمع  الورود  ويزرعهـا ويسقيها من الغدير

وسميت المنطقه التي ماتت بهـا دماء  الورد  ! 

كـل عام في نفس ليله موتهـا .. يقال أن روحهاا تتراقص على سطح الغدير .. وتتركـ 

ورده حمـراء 

لامعه يراها العشاق اليوم الذي يليه .. كل عام في نفس ليله موتهـا يحضر العشاق 

وينسجون أطوقـاً من الورود  .. يرمونهـا على الغدير ويرددون لقد أحـبكـ  وأحببتيه فـ 

أمنحينـا الحب الذي أحببتيه 

دون فراق 


لـ فاطمه غريب