روايه تخبطات (2)


2


لم يتحمل جسدها المرهق أن تستذكر لمدة اطول فاجئها النوم فغفت بين تلال الكتب

أستيقظت بعدها بمدة لا تتجاوز الساعتين ، قلبها الصغير كاد يقفز من صدرها حينما 

نادى عليها والدها كي تتناول غدائها ربما خافت أن يراها نائمه فيقسو عليها وينكر 

مجهودها مشت بخطوات مثقله إلى مكان طاوله الطعام بعدما مسحت عينيها من أثر 

النوم خشيه ان يفتضح الامر وحاولت ان تهدأ نبضاتها المشتعله



على طاوله الطعام انسردت بضع مغامرات لأخوها الاكبر محمد والذي يعمل ضابطا 
فالشرطة بينما تفاعل الاب بمرح وانسجام كانت وجبه الغداء اشبه بمسرحيه فكاهيه 
ضحك الجميع خلالها أو هكذا بدا الأمر هي كانت تساير الامر لا اكثر كان هناك وجعا 
يقطن قلبها الصغير كلما رأت معامله ابوها للأخ الاكبر ،، ربما لانه اكبرهم ولانه سار 
على خطى مشابهه للاب حيث التحق بالشرطة


أنهت طعامها بعدها توجهت لكي تنظف الاطباق بينما نامت امها قليلا وراح والدها 
يبحث في التطورات السياسية حول العالم ....

من خلفها جاء محمد يطلب منها ان تقوم بكي بعض ملابسه ، اعتذرت قائله ، آسفه لن 
استطيع المدرس سيأتي بعد ساعه وعلي أن اراجع بعض الدروس خرج مغاضبا من 
المطبخ قائلا كنا يوم ما مكانك نفعل مايطلب مننا ونتفوق سأله الوالد عن سبب غضبه ثم 

نادى على مرام

جائت مسرعه جدأ حتى تقتل فرصته فالقسوه عليها اخبرها ان تنصت لمطالب محمد 
دون نقاش ولتكن فتاه مطيعه لكن ... لكن المدرس على وشك الحضور يا ابي ويجب ان 

أراجع ... تكلمت مرام
قال الاب .. لا يهم اسرعي في انهائهم وبذلك تتاح لك الفرصه كي تسترجعين ما تريدين 
قبل حضوره ،، لا أريد نقاشا هيا بسرعه

تمتمت في نفسها غضبا بينما أنهت كي الملابس وأسرعت لتجهيز مكان الدرس  
وبدأت في المراجعه وكأنها تقول في نفسها سـ أثبت لك أنني أكثرهم تفوقا سـ ترى

جاء بعد دقائق المعلم الذي رحب به الأب وأوصاه بـ أبنته كي تتفوق نظرت لكتبها وهي 

تردد في نفسها وكأنه يهتم 
أسرعت للمطبخ كي تحضر بعض العصير للمعلم 
بينما بدأ معلمها في وضع ادواته على الطاوله 

طوال مده الدرس حوالت ان تشتت عنها تلك المقارنه العالقه بدماغها
بينها وبين محمد الاخ الكبر في تعامل أبوهما معهما

حاولت ان تركز أن تصب اهتمامها على هذه الدروس ربما نجحت لفتره حتى انتهى 

الدرس 

اعطاها المعلم حفنه من الأوراق ..

قائلا : هذه الأوراق يجب أن تصوريها أناا أسف لكنها النسخة الوحيدة لدي

يمكنك أن تعطيها لـ مروة زميلتك في المدرسه بعد انتهائك من تصويرها 
هي تسكن بجواري وستحضرها لي


اومئت برأسها حسنا ياسيدي

أوصلت معلمها للباب

بينما انطلقت نحو غرفتها كي ترتدي ملابسها وتذهب نحو أقرب مكتبه

لتصوير تلك الأوراق
وضعت النسخه في ملف وردي تفوح منه رائحه برائتها العالقه

وانطلقت نحو المكتبه ،، دقائق من الأنتظار داخل المكتبه المزدحمه ثم ناداتها تلك  

الفتاه التي تعمل هناك كي تأخذ نسختها

سألتها الفتاه هل اضعهم في ملف ؟
أبتسمت وهي عاده طيبه فيها أن تؤمن ان الأبتسامه صدقه 

.قالت مرام : لا شكرا لدي ملف سأضعهم فيه

خرجت قليلا وهي تمسك الأوراق 
وضعت النسخه الاصليه بينما لم يتسع الملف للنسخه الاخرى
فقررت أن تمسك بهم في يدها الاخرى

بعدها بعده أمتار كان يركض طفلا ممسكا بحجرا ألقاه على قدمها 

فتعثرت في الطريق

اوه ... لا !! الأوراق تناثرت حولها بينما تلاعب بها الهواء

راحت تركض وراء الأوراق كي تمسك بها
. بينما شدت تنورتها التي عبث بها الهواء للأسفل

أصطدمت فجأه بظهر شاب يحاول مساعدتها في اللحاق بالأوراق

أستدار كي يعطيها الورق الذي جمعه وهو يبتسم

الشاب وهو يستدير : تفضلي يا آنسه ........

صمت لبرهه وهي تنظر محدقه فيه وكأنها تعرفه

أبتسم لها .... وهو يقول ألست أخت أمير ؟

نظرت بخجل للأسفل وهي تجيب أجل

تابع كلماته لا بأس لقد جمعت لك الأوراق ...
أنا اعرفك ربما لاتعرفيني أنا^^ كريم ...
صديق أمير نحن في نفس القسم في الجامعه

هل تريدين أن أساعدك في شئ ؟

ردت بخجل وهي تتابع خطواتها لا شكرا 

بينما أخذت من بين يديه أوراق ورحلت

للحظه أستجمع كيانه كي يعاتب نفسه كيف لطفله أن تبعثره هكذا 

،، ردد لعده دقائق وهو يتجه لنفس المكتبه كي يصور أوراق للمحاضرات
هي مجرد طفله .. وهي أخت صديقي

عادت إلى المنزل سريعا بعدما أسرعت الخطى 
كي تجد سببا مقنعا لأرتفاع نبضات قلبها 
أو تثبت لنفسها أنه ليس سوى رد فعل طبيعي من جسدها 
على خطواتها السريعه


يتبع.........

لـ فاطمه غريب

روايه تخبطات (1)

1







على مكتبها الخشبي تسلل ضوء انشقاق الفجر  من السماء السماء 

لتستيقظ على صوت والدتها هيا يامرام أستيقظي 
تبسمت محتضنه كفها بطفوله تامه 
أمي كم الساعه الآن أشعر أنني مرهقه أريد أن أنام قليلاً
تبسمت الأم لاعليك سـ ترتاحين فيما بعد عندما تنهين هذه الثانويه 


أبتسمت مرام قائله أشعر أنها آخر سنه في عمري ليست آخر سنه في المرحله الثانويه !

أمتعضت الأم رافعه حاجبيها ... لاتقولي مثل هذه التفاهات أنها مجرد مرحلخ سـتنتهي كما أنتهت مع  أخويكي 


هيا ... أفيقي وتوكلي على الله سأحضر لك فطورك

حسنا أمي قالتها وهي تنفض عنها الفراش والكسل لتغسل وجهها تصلي فرضها ثم تذهب متململه إلى المكتب الخشبي حيث كتبها المدرسيه 
كم تشعر بـ أن هذه السنه ثقيله أكثر مما يبدو عليه الحال 


بدأت في الأستذكار بعد تناولها الفطور حتى شروق الشمس واستمر الأمر حتى الساعه الثامنه صباحا 



كلما طالت مده جلوسها كان الأمر اكثر مشقه لكنها كانت تصبر نفسها بـ أنه مجرد شهر ثم تستقبل الأختبارات وتنتهي من المعاناه 

دخلت المطبخ بعد انتهائها من الاستذكار بـ قليل 


بعض الضجيج الذي أحدثته في المطبخ كي تحضر كوبا من القهوه كان كفيلا بأن يسترعى أهتمام والدها 



بعدما سكبت الماء في الفنجان لاحظت وقوف والدها على الباب 

ابتسمت بعفويه صباح الخير يـا أبي أتريد أن أصنع لك شطيره قبل الذهاب لعملك ؟
اشاح بوجهها عنه قائلا بلهجه مغاضبه 


لماذا لست في غرفتك تستذكرين 

أنا أنفق الكثير على هذه الدروس عليك ان تجتهدي أكثر 
أنا لن أساعدك في الألتحاق في جامعه خاصه  إذا لم يكن مجموعك قادراً على أدخالك جامعه حكوميه جيده 
عليك أن تقبلي بما سيفرضه عليك
نظرت في أنكسار إلى فنجان قهوتها
لقد كنت أستذكر أقسم لك لقد أستيقظت منذ الفجر 
قاطعها قائلاً الأمر ليس صعبا لقد كنا نذاكر الدروس في الحرب وتفوقنا 
نظرت مجددا لفنجان القهوه 
أنا أخذ فتره قصيره من الراحة سأعود للكتب مجددا 
أشعر بالملل والأرهاق لكني سأعود للدراسه 
مجددا بلهجه قويه قال 
ولماذا لاتستشعرين الملل والأرهاق عندما تتحدث إليك أحدى صديقاتك وعندما تتسوقين من أجل شراء الملابس
كفي عن الكسل هيا أذهبي لغرفتك الآن 


حملت كوب قهوتها بكفيها وحملت انكسارها  بلهجته على كتفيها بينما تجاهد جدا أن تسقط دموعها أمامه 

هو لا يحب البكاء وسيتطور الأمر ليكون أكثر قسوه


تدخل سريعا إلى غرفتها تنظر إلى السماء من النافذه الضيقه في غرفتها بحجم ضيق صدرها بـ سلوكه الدائم معها 

يصعب على طفله أن يكون وطنها قاسيا
والأب وطن 
تمسح دموعها بـ أطراف أصابعها 
يتكلم العقل مع ذاتها 
هو شخص طيب لكنه لايحسن التعبير 
لايمكن لأب أن يكره لأبنته خيرا ما 
هذه النبره بسبب عمله في السلك العسكري ليس إلا


لكن قلبها يخفق بشده مجدداً 

ويعاد الحوار هذه المره قلبها الذي يتحدث إلى ذاتها 
أتمنى لو أشعر أنه يحبني حقاً
أشعر كثيراً أنه لا يطيق وجودي
يحب أخواي أكثر
أما انا فلا يكترث لوجودي


صمتت فجأه عندما سمعت طرق الباب 

وشخصا ينادي مرام هل أستطيع الدخول ؟


لقد تنبهت للصوت فـ أنقذها من شقاق عقلها وقلبها حول معامله والدها 

ردت سريعا


يمكنك الدخول يا أمير 

اخوها الذي يكبرها بثلاثه أعوام والذي تستنجد به عندما تحتدم المناقشه بين أمها وأبيها إلى الشجار


أبتسم أمير ,,, صباح الخير يامجتهده 

أبتسمت في محاوله لطي حزنها ووضعه على رف التناسي 


انا بخير لكن يبدو ان ابي لايرضى عن مجهودي ردت في يأس 

لاتلقي بالاً لهذا أنه يريدك ان تجتهدي لـ تشعري بالنجاح في حياتك 



أنا ذاهب إلى " الكليه " الآن تريدين أن احضرلك شيئا في طريق رجوعي ؟  سأل أمير



أنا أشتهي الخروج من هنا يا أمير أشعر وكأنني في احدى الثكنات العسكريه التي يديرها هو 

اظن انني سأختنق ذات يوم في صمت 


ابتسم وهو يحمل كتابين على كفيه قائلا كفي عن التذمر يا فتاه لاتلقي بالا لما يحدث حولك المهم مايحدث بعقلك إذا أردت النجاح ف ستنجحين لابد ان تقتنعي بـ انك ستفعلي 



سأحضر لك المثلجات [ الآيس كريم ] وانا قادم لتركضي بعيدا عن فوهه اليأس التي تتمشين عليها 

أراكي لاحقا لقد تأخرت 


وداعاً



أبتسمت هي ملوحه له ،، قائله لا تنسى المثلجات وإلا لن أطعم عصفوريك الساكنين في قفصك الحديدي المعلق على  شرفتك 



أبتسم أجل لن أنسى 



عادت مجدداً لتنظر إلى أحد الكتب الموضوعه على مكتبها الخشبي 

تتسائل ،، هل سأتخلص منكم قريبا فعلاً !! أتمنى ذلك 


........... يتبع 



لـ فاطمه غريب