في سبيل دوله الفرح







على عتبات يوم جديد

أستيقظت على غير عاده الساعه الخامسه صباحا حيث تضفر الشمس جدائلها الذهبيه وهي مستلقيه بين جنيبات السحاب

فتحت ستائر غرفتي البيضاء المشوبه بالوردي الناعمه كأحلامي
بدأت ارتب أشعاري التي سطرها الدمع الساخن في منتصف الليل  ووضعتها على منضده بجانب الباب

أيقظت طفله الحزن التي تقبع في ركن مظلم بجانب الشباك حيث أعتادت أن تبكي رحيله بعد منتصف الليل  وما ان يستنزفها البكاء حتى تغرق في النوم فيحملها ماتبقى من وعيي ليهدهدها بين أحضانه ثم يغفى محتضنا أياها

أيقظتها ... ورحت أمشط شعرها الأسود بلون الحزن على كتفيها وضعت لها شيئا من عطر الأماني ذو الرائحه النفاذه 

وخلعت عنها  فستانها الأسود وألبستها  فستانا صارخ الألوان ... 

ربما أردت ان اشق ثوب حزنها  وأبعده عن جسدها المنهك ... ضفرت لها خصلات شعرها  وطليت لها أظافرها بلون مبهج ثم أضفت أحمر شفاه رقيق يشابهها ألتفت إليها وأبتسمت قلت لها اليوم ستتحولين من طفله الحزن لطفله الفرح 

ابتسمت برهبه قائله أخشى أن يفتقدني الحزن في صفوفه فيأتي بحثا عني  ...

 ضممتها بين ذراعي طمئنتها ... انا بجانبك .


غادرنا الغرفه التي تفيض ليلا بأدمعها  وركضنا نتسابق بين الحدائق ف سبقتها رغم انني لست بقدر سرعتها  ثم ضحكت بقهقهه لقد فزت عليك يا طفله فرحي فلم تجب

 انقبض قلبي فركضت أبحث عنها ثم وجدتها تعثرت بأحد الاحجار الحاده 

بدأت تبكي وكلما قطرت عيناها دمعا  تحول فستانها للأسود وهربت الألوان المبهجه من عليها 

حاولت تهدئتها فلم أفلح عاتبتني .. لقد عاهدتيني على ان تكوني بجانبي فلم نكثت عهدك

 بدأت عيناها تتحولان للوردي من البكاء  .... أرتعبت ... 

 بدأت أركض لأصل لمنزلي وهي تركض ورائي ... سابقت الزمن ... دخلت لغرفتي وأحكمت غلقها ولم أدعها تدخل 

استمر بكاءها كثيرا وفي الوقت الذي قرر وعيي انه ضاق ذرعا بطفله الحزن التي لا تبرأ من أشتياقها للراحلين كاد قلبي أن ينخلع من بكاءها 

ثم بدأت اسمع خطوات الحزن يتجه لبابي يعاتب طفلته ... طفله الحزن 
أنها أنشقت عن صفوفه وراح يتوعدها بالعقاب علمت أنه سيأخذها ويتعهد لي بأخرى أشد وأسوأ منها 

فما كان مني إلا ان فتحت بابي وخطفتها بسرعه من على عتباته لأدخلها وأغلق الباب في وجه بشده أحتضنتها متأسفه ...  وأعتذرت هي قائله أنا لا أريد ان اكون طفلته
 لا اريد ان اكون طفله الحزن

تبسمت في وجهها

 قائله تعدينني بعدم البكاء فأعدك بأنقاذك منه

أومئت برأسها موافقه

 فبدأت الألوان تتسابق إلى فستانها وتقهقر الاسود تراجعا وجف دمعها

 أشرت لها سنهرب منه الليله لنستقبل مستقبلنا على عتبات يوم جديد مطلا على الفرح انت ستكونين فرحي وسنتخلى عنه 
سنجهض ماتبقى من الحزن بدواخلنا
 حملتها بين ذراعي وتعلقت بذراع وعيي وقد أستلذ بأصراري حاملا حقيبتي بما فيها من ذكريات الفرح فقط .... 

وهربنا لدوله الفرح ورغم اجتياحات الحزن لشواطئ مدينه الفرح فأننا تماسكنا بقوه أمامه لم ندعه يأسر مدينه الفرح 

والفرح أحتضن الطفله
 ودافع عن وعيي بضراوه حتى لايفترسه الحزن

 شيئا واحد انا على يقين منه أن ثلاثتنا بالاضافه للفرح لن نستكين للحزن ... أبدا

لــ    فاطمه غريب