تن .. تن ! سنه جديدة !



ناقوس يدق في مكان ما [ تن ]

تعلن الساعه أن الوقت تخطى الثانيه عشر [ تن ]

ويتحول التوقيت في  التقويم الإلكتروني إلى سنه جديدة [ تن] 

تكمل تمشيط شعرها الأسود بلون الليل اللامع

تسرق نظره لـ نافذه مضاءه بـ سلاسل نور القمر

تفتحهـا قليلاً تتسلل نسمه باردة لتعبث بخصلات شعرها المموجه

هي لازالت صـامته !

قليلاً من حمره داكنه على شفتيها الطفوليه لتحولها إلى أنثى

تزيح ستائرها البيضاء لكي تستضيف البرد لحظات ! ربما اللهيب المتأجج بداخل 

قلبها الوحيد أكثر مما ينبغي !

تنتعل حذاء الباليه تهمس مع الأغنيه الهادئه التي تنشر لحنـاً عذبـاً وحيداً



[آآآآآآه ,,, آآآه وتردد ،، آآآه ] صوتها الملائكي مضرج بالجرح

لكن سكونه على أمـل ,, أن يومـا ما سـ يتغير الحال

تتحركـ في رقه هي أصلاً لا تعرف البـاليه ،، لكن تعلمه عندها ليس واجبـاً ،، 

ربما تعلم أنه متى كانت روحكـ ممزوجه بـ اللحن ,, متى كنت تشعر أنه ما عزف 

إلا لكـ ستتحركـ عليه جيداً

تهرب لـ حقيبه بنيه قاتمه مملوءه بالأوراق أما ممزقه أو رثه صفراء

كل ورقه حملت حلمـاً لم يتحقق كانت تجمعها لـ كي تضعها بجانب بقيه الأوراق 

,, كل ورقه ملطخه بذكرى لم تعد بحاجة إليها ساوتها بـ الأرض ثم حملتها بـ 

قلب لم يعد يحمل شفقه

أرادت أن تعقد صفقه مع سنتها الجديدة  .. ألا تحملها أوزار أحلام مشتته في 

سنه ماضيه ..أن تستقبلهـا بقلب خـالي لا تريد أن تنهكـ روحـا منهكه 

مسبقـاً .. كما لو أنها أرادت أن يكون كل شيئـاً مثالياً لسنه جديدة

وأرادت أن يهبها الرب بركه العام الجديد !

أرادت أن يقطر العام الجديد نسـياناً ,, وأشخاصاً يستحقون بـ حق قلبها !

وغفت على وساده معطره ,, وداعب وجنتاها النسيم البارد فـ أستيقظت فجـراً 

... أسرعت لـ تتخلص من أوراقها .. ربما لأن الهواء قادر على أن يحمل كل الهـم 

الموجود بـ تلك الأوراق لـ بعيد في ذلكـ الوقت .. لكن الورق تحول لـ أوراق شجرية 

صفراء وكـ أن سحراً خريفياً حل به  تسللت من بين يديها أحدى ذراع حقيبتها لـ 

تتفاجـأ بورقات الشجر الذابله وتسقط ,, وكلما حاولت لملمتها عبث معها 

الهواء لـ يبعثرها في أرجاء الغرفه !

ثم [ تن]

[ تن ]

[ تن ] .... لـ تستيقظـ على صوت منبهها ناقوسي الصوت ! لم يكن سوى حلمـاً 

تحررت فيه من كل الأوراق التي تتمنى أن تنتهي من ذاكرتها !

لكنها هرولت لـ نافذتها وكأنها تريد أن تحقق حلمها  بثياب نومـها وشعرها 

المجدل فتحت نافذتها على مصراعيها وأسرعت لـ تخرج قائمه أمانيها من تحت 

وسادتها هي لا تمتلكـ حذاء باليه لكنها تمتلكـ روحـاً تتراقص دون لحن ربما لأن 

اللحن ينبع من الداخل .. والبرد كان رحيمـا بها .. أضفى على وجنتيها الـورديه 

الطفوليه وهي تدور تدور تدور تمسك بقائمه الأماني وتدور فـ يـأتي الهواء قدراً 

ليحمل قائمـتها ,, قائمه الأمنيات طيراناً خارج النافذه فـ تبتسم ! ... تمسك 

دميتها !! سيسمع القدر منا اليوم .. وتتحقق أحلامنا غداً ! [ تن ] السنه الجديدة 

حلت ! تتجه لـسريرهـا لكي تبدأ سنتها الجديدة بـ حلم !

ربمـا هي تؤمن بـ الأحلام كثـيراً !

لـ فاطمه غريب